شبكة ومنتديات سوا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة ومنتديات سوا

اهلا وسهلا بكم في منتديات سوا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هذا ما جناه أبي!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




هذا ما جناه أبي! Empty
مُساهمةموضوع: هذا ما جناه أبي!   هذا ما جناه أبي! Icon_minitimeالثلاثاء مارس 20, 2007 11:49 am

[coloكانت أجواء الفيلا مشبعة بالحزن والألم والغضب والانتظار والقلق. الكل جاحظ العينين نحو الباب؛ باب الفيلا المفتوح، انتظارًا لحضور الطبيبة.
جلس الأب على المقعد، تكسو وجهه الكآبة والإعياء، والابنة الكبرى جالسة بجانب أبيها ودموع صامتة تنزل بين الفينة والأخرى على خدها. أما الابن فواقف يرقب الباب الخارجي للفيلا، وكذا الخدم يقفون بجانب باب الفيلا المفتوح، والصمت جاثم على المكان، يقطعه أحياناً صوت الزوجة يأتي من الدور العلوي للفيلا تصرخ: بوذا وأنديرا سرقوا ابني، أنقذوا ابني منهما، ردوا إليّ ابني.
ويقطع الصوت تارة أخرى بكاء صبي يردد كلمات عربية ركيكة؛ داعياً بوذا أن يرد إليه أمه. كلا الصوتين يهيّج الغضب والألم في صدور أهل الفيلا. الأب يقطع الصمت أحياناً، يصيح في حنق؛ ألا لعنة الله على أنديرا؛ الحية الخبيثة، ثم يصمت، يمر الخادم أمامه فيصرخ فيه: لم لا تستعجلون تلك الطبيبة بالهاتف؟ فيرد عليه الخادم بصوت مرتعش: إنه تحدث إليها للتو، وستصل حالاً بالسيارة. يُسمع صوت سيارة بالخارج، ويدخل الخادم مهرولاً والطبيبة خلفه، فتنهض الفتاة وتصطحبها على الفور إلى الدور العلوي.
دخلت الطبيبة إلى حجرة الأم، ونظرت إليها؛ فرأتها امرأة في نهاية العقد الرابع من عمرها، منكوشة الشعر، محمرة العينين، مرتعشة اليدين، مهلهلة الثياب، صاحت بالطبيبة حين دخولها: بوذا وأنديرا سرقوا ابني؛ ردوا إليّ ابني. أمسكت الابنة بأمها وهمست بصوت مخنوق: لا تقلقي يا أمي، أخي سيعود إن شاء الله، سيعود إليك. لم تستطع الطبيبة أن تتحاور مع الأم، لكنها احتالت في إعطائها حقنة مهدئة، ومكثت معها حتى نامت، وانتقلت مع الفتاة إلى حجرة مجاورة. سألتها الفتاة في قلق عن مرض أمها، فأجابت الطبيبة: كل ما يمكن قوله: إن أمك تعرضت لصدمة نفسية عميقة أدت إلى انهيار عصبي، لا إرادي، الآن حدود ما ستسفر عنه الأزمة.
لكن الآن لا بد أن أعرف منك حكاية بوذا وأنديرا والصبي، نكست الفتاة رأسها، وبدا عليها الهم والحزن، وتكلمت بعد حين، قالت: سأقص عليك الحكاية:
بدأت الحكاية منذ خمس سنوات عندما أنجبت أمي أخي سلمان طلبت من أبي مربيّة له.
الطبيبة: لقد رأيت عندكم أكثر من خمس خدم.
الابنة: بل ثمانية، لكن أمي أبت أن تكون أقل بذخاً ووجاهة من زوجة جارنا خالد. تريد أن تقول لجميع الجارات والصديقات: أنا هنا لدي مربية أجنبية، ولست أقل شأناً من إحداكن. رفض أبي في البداية، لكن إلحاح أمي ومشاجراتها المستمرة كدّرت سماء البيت فآثر أبي السلامة، وحضرت المربية الآسيوية، وأولت أخي سلمان كل رعاية وعناية وأغدقت عليه من حبها وحنانها. أما أمي فقد أسلمت ابنها للمربية؛ انديرا، وكانت مشغولة عن أخي سلمان طوال الوقت. فهي إما في قاعة الاستقبال تستقبل صاحباتها يتحدثن طيلة النهار في الموضة وألوان الطعام، ويتفاخرن بما اشترين من ملابس وأدوات تجميل، وما يدفعن للمربيات الأجنبيات، ولا يخْلو الأمر من غيبة ونميمة للصواحب الغائبات. شُغلت أمي عن أخي سلمان؛ بحضور الأفراح والمناسبات وجولات التسوق، وكانت لا تراه إلاّ لِماماً، وتركت كل شؤون الأمومة وأعباءها للمربية انديرا؛ فأغدقت على سلمان ولم تقصر.
كان سلمان ينادي منذ صغره على انديرا بـ"ماما"، ويأبى أن ينادي أمي بذلك، وكان أبي يغيظ أمي عندما ينعت سلمان بابن انديرا، وكان يشجعه على سبيل التفكّه والمزاح بأن ينادي انديرا بأمي، ولم يكن أحد منا يدرك خطورة الأمر، ومرت السنوات ولم تألُ المربية انديرا جهدها في رعاية سلمان؛ الذي بادلها حباً بحب، فلا يأكل إلاّ من يدها، ولا ينام إلاّ في حضنها، ولا يعصي لها أمرًا، وبعد ظهر أمس ظهرت قمة جبل الثلج القابع تحت الماء، فقد دخلت أمي على غير العادة إلى حجرة سلمان؛ فأخرستها المفاجأة المفزعة!! رأت سلمان ساجدًا لتمثال بوذا؛ الموضوع أمامه. لم تدر ماذا تفعل: تقف؟ أم تجلس؟ أم تصرخ؟ أفاقت من ذهولها، جذبت الطفل من سجوده؛ لكن الطفل رفض وعاود السجود؛ فجذبته ثانية فبكى وقال: إن بوذا سيدخلها النار.
انتهى الأمر إلى طرد المربية لكن سلمان لم يعترف أو يقبل له أماً سوى انديرا، وامتنع عن الطعام والشراب، ولا يكف عن الصراخ والبكاء، ينادي أمه انديرا، داعياً الإله بوذا أن يردها إليه.
حاول الجميع أن يفهمه توددًا وتلطفاً، لكنه أبى وأعرض، وكنا نحن المخطئين؛ فلا يمكن لخمس سنوات من الحنان والمصاحبة والتربية وغرس القيم والمفاهيم أن تمّحي من عقل وقلب الصبي في لحظات أو بكلمات، فما بُني في سنوات لا يُهدم بكلمة، واكتشفنا الحقيقة المريرة، وهي أن سلمان ليس ابننا بل ابن انديرا بالتربية على الرغم من أن أمي أنجبته، وحين واجهت أمي الحقيقة حدث لها ما حدث ولذا نحن جئنا إليك.
نظرت الطبيبة إلى الفتاة في حيرة وإشفاق وتكلمت: حقيقة يا ابنتي؛ من الظلم أن نخطّئ المربية انديرا؛ فهي أخلصت في تربية الطفل على قدر ما تعرف وتؤمن من قيم ودين وثقافة، فكل إناء ينضح بما فيه، وكان ابنكم في غنى بأمه عن كل الآنية، ولكنكم أنتم اخترتم الإناء الذي يشرب منه ابنكم، ولو سألنا المجني عليه الوحيد، وهو الصبي، وقُدّر له أن يقول شيئاً لقال: هذا ما جناه أبي عليّ، والله المعين على إنقاذ الصبي.

منقول
r=red][/color]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
700B
نائب المدير العام
نائب المدير العام
700B


عدد الرسائل : 120
تاريخ التسجيل : 14/03/2007

هذا ما جناه أبي! Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا ما جناه أبي!   هذا ما جناه أبي! Icon_minitimeالأربعاء مايو 23, 2007 6:35 pm

هذا ما جناه أبي! Thank10
هذا ما جناه أبي! 48338_1155901748
هذا ما جناه أبي! 48338_1155902231
هذا ما جناه أبي! 003
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
700B
نائب المدير العام
نائب المدير العام
700B


عدد الرسائل : 120
تاريخ التسجيل : 14/03/2007

هذا ما جناه أبي! Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا ما جناه أبي!   هذا ما جناه أبي! Icon_minitimeالأربعاء مايو 23, 2007 6:36 pm

هذا ما جناه أبي! Thank10
هذا ما جناه أبي! 48338_1155901748
هذا ما جناه أبي! 48338_1155902231
هذا ما جناه أبي! 003
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هذا ما جناه أبي!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة ومنتديات سوا :: القسم العام :: منتدى الحوارات الجاده الهادفه-
انتقل الى: