كانت تقف على بعد .. مسافة أمتار !!
كانت تضحك لي ..
وأنا في حالة انبهار ..
كان شعرها يغطي نصفها الأخرْ ..
وكحل عينيها ..
مرسومً برمشها وجفنها ..
يكملان ملامحها ..
كانت لا تفصلني ألا تلك الأمتار .. عنها
دنوت منها قليلاً .. لأكلمها
أبت شفتاي أن تخاطبها
حاولتْ .. وحاولتْ ..أزالت تلك الأمتار عنها
بحثتْ وبحثت في معجمي .. عن كلمة لأنطقها
رجعت لمخيلتي لأجد لها قصةً أسردها ..
أو أي شيء .. بخيالي لها
نظرت بالساعات إليها
فكرت بطريقة لأنال شرف محادثتها
رغم أنني أزلت تلك الأمتار .. عنها
وتخيلت أنني بالقريب سأحضنها ..
شلت حركتي ..
امتنعت يدي .. عن لمسها ..
وفجأة ..
هب النسيم .. وترفرف شعرها
ولامس خدها
وبزغ نصفها الأخر .. كبزوغ القمر .. منها
أزاح ما كان مستور بها
عينان .. قمران .. درتان ..
بماذا اصفهما ؟
لوحةً خلابةً أمامي ..
ولا أستطيع محادثتها ..
خوفي من العيون .. تحسدها
وعيناي مذهولتان .. لحسنها
بالله كيف أغمضهما
وأجمل خلائق الرحمن .. إمامها
يا لنصفها الأخر .. ويا لروعتها
يا لعذوبة حسنها .. وتكوينها
وحيرتي تتزايد .. في تصويرها .. !
وفي نصفها الأخر .. يقبع سرها