وكنت مع البحر ..
اسأله عنك ..
وعن أيامكِ ..
وأبحث في رماله عن اثرِ ..
بدأت الخطوة الأولى ..
مثقلة خطاي من السفرِ ..
بين الخطوة والخطوة مساحات الدهرِ ..
وقفت ثواني صمت ..
أسرد لنفسي حكايات عمري ..
عن قصة ألف ليلةٍ وليلة ..
عن الشاطر حسن ..
وعن الجني وحورية البحرِ ..
وعن الفراشة التي حلقت بالفكرِ ..
خطوة .. والخطوة الثانية ..
كانت شقاء وعناء وسهري ..
خاطبت القمر ..
أذكر عندما قلنا .. هيا نسكن القمر
أكون القمر ..
وأنت ضياء نوره وقمري ..
الخطوة الثانية ..
مشيتها حتى ساعات الفجرِ ..
العالم بشر ..
والقارب المحطم عبر ..
والرمال الباردة صارت نسائم عطر ..
والوحيد أنا ..
ليس لي بهذا الوجود ذكر ..
خطوتي تجمدت ..
ظننت أن الدنيا انتهت ..
ومراحل البعث بدأت ..
وأن الكون يندثر ..
وأنت بعيدة عن البحر ..
واصلت الخطى ..
الخطوة الثالثة .. انهارت
الخطوة الرابعة .. انهارت
والخامسة .. والسادسة .. حتى النهاية
حيث كنا .. ننام
بعناق بعيدا جدا عن الأنام ..
حيث الظلام ..
نرسم الموج الهادئ .. أحلام
والطيور تسمعنا ..
ونتهامس بصمت الكلام
النهاية .. حيث كنا
على رمال البحر نجري ..
أسبح في عينيك ..
وتغرقين في حضني ..
تذوبين بالساعات في شفتي ..
لا تتمنين أن يحل علينا الفجرِ ..
والنهاية ..
ركضنا .. ركضنا ..
سريعا جدا .. ركضنا
تشاكسنا ..
تعاركنا .. غرقنا
لم يأتي يوما .. أننا بكينا
وأن حزنا .. ضحكنا ..
كثيرا جدا .. ضحكنا ..
لم نذكر لحظة .. عن بعضنا غبنا
والنهاية ..
أننا تهنا ..
وكنتُ مع البحر ..
وقال كثيرا عنكِ ..
وقال كثيرا عنا ..
ولا يزال البحر هناك ..
يبحث عن أثرنا ..
يسأل عن أخبارنا ..
يتمنى أن يعرف كيف أيامنا ..
كوني هناك ..
ليعرف البحر أننا من جديد للنهاية ..عدنا